ما سبب نزول سورة الشورى ولماذا سميت بهذا الاسم؟

كتب بواسطة: حميد صالح | نشر في

إن سورة الشورى هي أحد السور المكية التي وُجدت في القرآن الكريم، والتي نولت في السنة الثامنة بعد البعثة، وقد تم تسميتها بذلك الاسم لعدة أسباب ولم يتم اختيار الاسم بدون سبب، كما أن نزل السورة وآياتها القرآنية كان له هدف محدد، ولذلك فمن خلال هذا المقال نوضح لكم ما سبب نزول سورة الشورى ولماذا سميت بهذا الاسم.

ما سبب نزول سورة الشورى

اتفق أهل العلم على أن سورة الشورى هي سورة مكية، ولكن استثنوا بعض من آياتها، وبدأ في نزول آياتها في السنة الثامنة بعد البعثة، كما أن أهل العلم يرجحون أن نزول السورة استمر للسنة التاسعة من البعثة، وتعتبر هذه السورة هي السورة التاسعة والستين من حيث الترتيب في النزول، وقد نزلت بعد سورة الكهف وقبل سورة إبراهيم، وهي مكونة من خمسين آية قرآنية عند أهل المدينة ومكة والبصرة والشام، وثلاثة وخمسين آية عند أهل الكوفة وقد اشتهرت باسم حم عسق عند أهل العلم.
إقرأ المزيد:أسماء بنات راقية ونادرة بمعانيها من السبت ولمدة 3 أيام "مرور الشرقية" تعديلات جديدة في الحركة المرورية بالخبر والدمام

والجدير بالذكر أن سورة الشورى نزلت لعدة أسباب ولكن هناك أقوال مختلفة بهذا الشأن، فإن القول الأول يذهب إلى بن المنذر عن عكرمة أنّ قول الله -تعالى- في سورة الشُّورى: (وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّـهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ) والذي نزل بعد تحدث المشركين عن دخول الناس أفواجًا في الإسلام عقب نزول سورة النصر، كما قيل أن تلك الآية نزلت في اهل الكتاب بسبب قولهم للمسلمين " كتابنا قبل كتابكم، ونبيّنا قبل نبيّكم، ونحن خيرٌ منكم".

أما عن القول الثاني فقد جاء في قوله تعالى: " أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا فَإِن يَشَإِ اللَّـهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّـهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ*وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ*وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ" فإنه نزل على الفقراء المسلمين الذي ليس لهم بيوتًا.

وقد أخرج ذلك الحاكم والطبراني عن عمرو بن حريث، وقيل كذلك أن الآيات السابقة نزلت في الأنصار، لما جاء بأثر ضعيف عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: (قالت الأنصارُ: لو جمعنا لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مالًا، فأنزل الله: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}، فقال بعضُهم: إنَّما قال هذا ليُقاتِلَ عن أهلِ بيتِه وينصرَهم، فأنزل اللهُ: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}، إلى قولِه: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} فعرض لهم التَّوبةَ، إلى قولِه: {وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ}).

لماذا سميت سورة الشورى بهذا الاسم؟

يرجع سبب تسمية سورة الشورة بذلك الاسم إلى عدة أسباب ومنها بيان أهمية الشورى بين المسلين ولحثهم على اتخاذها منهجًا وسبيلًا في الحياة العامة، وذلك لأن لها أثر عظيم في حياة الأفراد والجماعة، فقد قال تعالى: "وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ".

إن سورة الشورى هي أحد السور التي نزلت في القرآن الكريم، وقد اختلف الروايات بشأن سبب نزولها ولكن اتفق أهل العلم على سبب تسميتها بهذا الاسم لأهمية الشورى.

اقرأ المزيد