تكرار الكلام عند الأطفال هل يصبح مشكلة؟

تكرار الكلام عند الأطفال هل يصبح مشكلة؟
كتب بواسطة: حميد صالح | نشر في  twitter

تعد مهارات التواصل اللغوي من أهم المهارات التي يبدأ الطفل في اكتسابها منذ سن مبكرة، ومن بينها يأتي تكرار الكلام، حيث يقوم الطفل بتكرار كلمات أو عبارات سمعها سابقًا، وفي بعض الأحيان قد يبدو هذا السلوك طبيعيًا كجزء من تطور اللغة لدى الطفل، وفي أحيان أخرى قد يكون مؤشرًا على وجود مشكلة يجب الانتباه إليها، وإذًا متى يصبح تكرار الكلام عند الأطفال مشكلة تحتاج إلى تدخل؟

ما هو تكرار الكلام؟

تكرار الكلام أو ما يُعرف طبيًا بمصطلح "الصدى" (Echolalia) هو قيام الطفل بتكرار الكلمات أو العبارات التي يسمعها بدلاً من الرد عليها بشكل تلقائي، وعلى سبيل المثال عندما يسأل أحد الوالدين الطفل "هل تريد العصير؟" قد يكرر الطفل نفس السؤال بدلاً من الرد بالإيجاب أو النفي، ويعتبر هذا السلوك طبيعيًا في مراحل معينة من نمو الطفل اللغوي، وخاصة بين سن الثانية والرابعة، حيث يتعلم الطفل الكلمات ويحاول استيعاب هيكل اللغة.
إقرأ المزيد:بعد خروجه من الكأس...اجتماع طارئ لإدارة الأهلي و"يايسله" يواجه خطر الإقالة من منصبهقياس يعلن موعد نتائج التحصيلي.. كيف تستعلم عن نتيجتك عبر الموقع الإلكتروني

التطور الطبيعي للغة عند الأطفال

في بداية تطور اللغة يلجأ الأطفال إلى تكرار الكلام كوسيلة لفهم المفردات وتركيب الجمل، ويستمع الطفل إلى المحيطين به ويتعلم كيفية نطق الكلمات، ومن خلال التكرار، يبدأ في استيعاب معاني الكلمات المختلفة وكيفية استخدامها في السياقات الصحيحة، وهذه المرحلة ضرورية لتطوير مهارات الطفل اللغوية والاجتماعية.

  • تعد اللغة من العمليات المعقدة التي تحتاج إلى وقت لتتطور بشكل كامل. 

  • في سن الثانية إلى الثالثة يكون تكرار الكلام جزءًا من العملية الطبيعية لنمو اللغة. 

  • الأطفال في هذا العمر يحاولون اكتساب مفردات جديدة، ويحاكون البالغين كطريقة لتعلم كيف يمكنهم التعبير عن أنفسهم. 

  • في هذه المرحلة لا يعتبر التكرار مشكلة، بل هو سلوك طبيعي يتوقع أن يتراجع تدريجيًا مع تقدم الطفل في العمر.

متى يصبح تكرار الكلام مشكلة؟

رغم أن تكرار الكلام قد يكون جزءًا طبيعيًا من تطور اللغة، إلا أنه في بعض الحالات قد يشير إلى وجود مشاكل تحتاج إلى التدخل مثل:

  • إذا استمر الطفل في تكرار الكلام بشكل مفرط بعد سن الرابعة أو الخامسة دون تحسن ملحوظ في قدرته على التعبير اللغوي بطريقة طبيعية فقد يكون هذا علامة على وجود اضطراب في التطور اللغوي. 

  • يجب على الأهل الانتباه إذا كان الطفل يعاني من صعوبة في تكوين جمل خاصة به أو الاستجابة بطريقة ملائمة للمواقف اليومية.

  • يعتبر تكرار الكلام من الأعراض الشائعة لدى الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد. 

  • في هذه الحالات قد لا يكون التكرار وسيلة للتعلم، بل سلوكًا نمطيًا يعكس صعوبة الطفل في التواصل بشكل فعّال. 

  • قد يكرر الطفل العبارات بدون فهم معناها أو بدون وجود سياق ملائم لاستخدامها.

  • في بعض الأحيان قد يظهر تكرار الكلام كعرض مرتبط بالقلق أو التوتر. 

  • الأطفال الذين يعانون من القلق قد يجدون في تكرار العبارات التي يسمعونها وسيلة للشعور بالأمان أو الراحة. 

  • في هذه الحالات يكون التكرار غير طبيعي ومصحوبًا بمؤشرات أخرى للقلق.

كيف يمكن التعامل مع تكرار الكلام؟

إذا لاحظ الوالدان أن تكرار الكلام لدى الطفل يستمر لفترة أطول من المعتاد أو يبدو غير طبيعي قد يكون من المفيد اتباع بعض الاستراتيجيات التالية:

  • يعتبر اختصاصي النطق واللغة أحد أهم المختصين الذين يمكن أن يساعدوا في تقييم حالة الطفل وتقديم العلاج المناسب. 

  • يقوم المختص بتحديد ما إذا كان التكرار جزءًا طبيعيًا من تطور اللغة أم أنه يعكس مشكلة تحتاج إلى تدخل.

  • يمكن للوالدين تشجيع الطفل على تطوير مهاراته اللغوية من خلال التحاور معه بطرق تحفز التفكير والتعبير الذاتي. 

  • على سبيل المثال بدلاً من الاكتفاء بطرح أسئلة مباشرة، يمكن استخدام عبارات مفتوحة مثل "أخبرني عن يومك" أو "ماذا تحب أن تفعل اليوم؟". 

  • هذه الأسئلة تحث الطفل على تكوين جمل خاصة به والتفاعل بطريقة أكثر استباقية.

  • إذا كان التكرار ناتجًا عن القلق أو التوتر، فإن الدعم العاطفي مهم جدًا. 

  • يمكن للوالدين توفير بيئة مريحة وآمنة للطفل تساعده على التعبير عن مشاعره دون خوف. 

  • في بعض الحالات قد يكون من المفيد استشارة أخصائي نفسي للتعامل مع الأسباب العميقة للقلق.

  • من المهم أن يراقب الأهل تطور لغة الطفل بشكل مستمر. 

  • إذا بدأ الطفل في استخدام اللغة بشكل طبيعي وتدريجي، فهذا مؤشر جيد على أنه يمر بمرحلة طبيعية. 

  • أما إذا لاحظ الأهل أن التكرار مستمر ويترافق مع سلوكيات أخرى غير اعتيادية، فقد تكون هناك حاجة لإجراء تقييم شامل.

متى يجب القلق؟

ليس كل تكرار للكلام عند الأطفال مؤشرًا على وجود مشكلة، ولكن يجب القلق في الحالات التالية:

  • إذا استمر التكرار بعد سن الرابعة ولم يظهر الطفل تقدمًا ملحوظًا في استخدام اللغة.

  • إذا ترافق التكرار مع صعوبات في التواصل الاجتماعي أو فهم التعليمات.

  • إذا كان الطفل يستخدم التكرار بشكل غير مناسب للسياق مثل تكرار عبارات لا تتعلق بالموقف الحالي.

  • إذا كان التكرار مصحوبًا بسلوكيات نمطية أو انعزالية مثل فقدان الاهتمام بالتفاعل مع الآخرين.

اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية