موضوع تعبير عن شخصية عظيمة

موضوع تعبير عن شخصية عظيمة
كتب بواسطة: سعيد باشا | نشر في  twitter

الموضوعات التعبيرية التي تتناول سير الصحابة والصالحين أو إحدى الشخصيات المرموقة في أحد المجالات، تبعث في نفس الطلاب حب القراءة والاطلاع وترسخ أهمية الثقافة للارتقاء بشخصية الطالب وفكره منذ الصغر، لا سيما إن كانت مواقف هذه الشخصية لها تطبيقات عملية على أرض الواقع ويمكن الخروج منها بالعديد من الدروس المستفادة.

مقدمة موضوع تعبير عن خالد بن الوليد

لا شك في أن سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه من الشخصيات المؤثرة في التاريخ الإسلامي، فقد حمل على عاتقه منذ بداية إسلامه مسؤولية نشر الرسالة والدعوة إلى الله وإعلاء راية الحق في السلم والحرب، ويمكن من خلال سيرته العطرة التعرف على العديد من الدروس المستفادة والقيم والمثل العليا التي جسدها رضي الله عنه في جميع مواقفه وفتوحاته.
إقرأ المزيد:ترتيب الأشهر الميلادية بالإنجليزي والعربياسماء بنات من ثلاث حروف +40 أجمل أسماء بنات بمعانيها

عبقرية خالد بن الوليد العسكرية

عندما اشتد البأس في يوم مؤتة وحمي الوطيس بعد استشهاد القادة الثلاثة الذين كرمهم رسول الله بمهام القيادة (زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة) رضي الله عنهم أجمعين، أخذ الراية حينها صحابيٌ جليل يدعى ثابت بن الأقرم وما كان منه إلا أن ركض بها مسرعًا بلا تردد نحو خالد بن الوليد رضي الله عنه لكي يعلنه قائدًا لجيش المسلمين.

كان خالد حينها حديث العهد بالإسلام مقارنة بالصحابة الذين شهدوا هذا اليوم بما فيهم ثابت الذي ألهمه الله بإعطائها إياه، فأبى أن يرفعها وقال لثابت أنت أحق بها مني أنت من الذين ناصروا رسول الله عليه وسلم يوم بدر، ولكن ثابت أصر على إعطائها لخالد لاتساع حيلته في المعارك وخبراته ومهاراته العسكرية التي شهد بها العرب في الجاهلية قبل الإسلام.

لم يرفض خالد أخذ الراية في البداية لخوف دب في نفسه أو رهبةً من هذا اليوم العصيب وإنما إيثارًا منه لإخوته من الصحابة الأوائل، والشاهد على ذلك أنه عندما أخذها أظهر شجاعة منقطعة النظير وفروسية لا يشق لها غبار حتى أنه غير الكثير من المفاهيم العسكرية التي كانت سائدة في هذا العصر.

أخذ سيف الله المسلول على عاتقه إخراج جيش التوحيد من هذه المعركة غير المتكافئة عسكريًا بأقل الخسائر بحيلته ودهائه وقدرته على إيجاد الحلول، حيث كان عدد الغساسنة والروم مئتا ألف أو يزيدون في حيث كان جيش الإسلام لا يزيد عن ثلاثة آلاف فدائي مسلم من الصحابة الأجلاء وكما قال الله تعالى (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ)

عمد القائد الجديد على إعادة ترتيب جيش المسلمين بصورة فاجأت العدو وأوهمتهم بوصول مدد للمسلمين، حيث جعل خالد رضي الله عنه الميمنة مكان الميسرة والعكس كما استبدل مقدّمة الجيش بالمؤخّرة، كما كان قلبًا نابضًا بين جند الله ممّا كان سببًا في إثارة الحميّة في صفوف المسلمين، وشن هجمات سريعة متوالية على العدو، حتى انقلبت موازين المعركة في سابقة لم يعرفها التاريخ العسكري من قبل.

تمكن سيف الله المسلول من الخروج بأكبر قدر من الجيش المسلم من بين صفوف العدو المشتتة من هول خطته المحكمة، فلم يستطع قادة الروم والغساسنة بإصدار أوامر ملاحقة الجيش المسلم خوفًا من وجود المزيد من الإمدادات ولم تلحق بجيش التوحيد الكثير من الخسائر مقارنةً بخسائر الروم المادية والمعنوية التي لا تحصى.

معارك وغزوات القائد خالد بن الوليد

  • فتح مكة: في العام الثامن من الهجرة اعترض كل من عكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية وسهيل بن عمرو مع فرقة من المشركين القائد المسلم خالد بن الوليد ومن معه من المسلمين، فشب نزالٌ بينهم مما أسفر عن مقتل ثلاثة عشر مشركًا واستشهاد ثلاثة من المسلمين.
  • غزوة حُنين: من المشاهد التي ظهرت فيها براعة سيف الله المسلول القتالية حيث كان في المقدمة كعادته مما أُصابه بجراح بالغة جراء الفخاخ التي نصبها أفراد قبيلة هوازن الغادرة في الطرق، إلّا أنه امتثل لأوامر الرسول، فقاتل حتى كان النصر حليفًا للمسلمين.
  • معركة اليرموك: وقعت في العام الثالث عشر من الهجرة وكان سيف الله المسلول نموذجًا للقائد المغوار على جيش المسلمين في مواجهة جيش الروم الذي أرعب العالم في تلك الحقبة حتى تبين النصر المبين بفضل الله أولًا ومهارة خالد العسكرية وخبرته الطويلة ثانيًا. 

صفات وأخلاق خالد بن الوليد

  • الكرم والإيثار من أبرز الصفات الأخلاقية التي تحلى بها خالد رضي الله عنه، حيث كان حريصًا في نيل الشهادة وخوض المعارك عفيفًا في نيل الغنائم.
  • الحكمة والرأي السديد من الأمور التي اشتهر بها خالد منذ شبابه وحتى كهولته وكان له دور كبير في تقديم المشورة في السلم والحرب مما أضاف كثيرًا إلى أمة الإسلام.
  • من أسماء الشجاعة عند العرب خالد بن الوليد، حيث لم يكن القائد الذي يعطي التعليمات وهو في خيمته بل كان القائد الذي يشعل الحروب بحماسته وغضبته لله الواحد الحق.
  • لم يكن رضي الله عنه حاملًا للسيف دون القلم وإنما كان عالمًا متفقهًا في أمور الدين وله إلمامٌ واسع بأحكام الجهاد وآدابه.
  • كان خطيبًا مفوّهًا متحدثًا فصيحًا يشعل الحماس في نفوس الجنود بعباراته الرنانة، كما أن له خطبةً بعد مبايعة أبي بكر الصديق لن ينساها تاريخ الأدب العربي.

وفاة خالد بن الوليد رضي الله عنه

وافته المنية في السنة الواحدة والعشرين من الهجرة عن عمرٍ يناهز الخامسة والخمسين ولم يورِث إلا فرسه وسلاحه رفيقي كفاحه في سبيل الله، فلم يُفني حياته في جمع المال وإنما عاش طالبًا للشهادة ولكنه مات على فراشه رضي الله عنه، وكأن الله لم يُرد لسيفه أن يُكسر، وأن يظل رمزًا للمجاهدين في سبيل الله إلى يوم الدين وأن تُدرس استراتيجياته العسكرية في الأكاديميات الحديثة حتى يومنا هذا.

اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية