الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي لسرطان الثدي

الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي لسرطان الثدي
كتب بواسطة: غادة جميل | نشر في  twitter

العلاج الإشعاعي هو أحد أكثر الطرق فعالية لعلاج سرطان الثدي، حيث يُستخدم للقضاء على الخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة أو للحد من نمو الورم في حال كان العلاج الجراحي غير ممكن، ويُعد جزءًا أساسيًا من الخطة العلاجية للعديد من مرضى سرطان الثدي، وخاصةً للنساء اللاتي خضعن لعمليات استئصال جزئي أو كامل للثدي، وعلى الرغم من فعاليته العالية في السيطرة على المرض إلا أن العلاج الإشعاعي قد يسبب بعض الآثار الجانبية التي قد تتراوح في شدتها وتأثيرها على حياة المريض اليومية.

كيف يعمل العلاج الإشعاعي؟

يهدف العلاج الإشعاعي إلى تدمير الخلايا السرطانية المتبقية في منطقة الثدي بعد الجراحة، ويتم ذلك باستخدام جرعات مكثفة من الإشعاع توجه مباشرةً إلى المنطقة المصابة. 
إقرأ المزيد:تخصصات جامعة حفر الباطن برامج الدراسات العليا وشروط القبولتخصصات جامعة حائل الدخول الموحد وشروط القبول

يُساعد هذا النوع من العلاج في تقليل خطر عودة السرطان إلى المنطقة المعالجة، ويعتمد توقيت العلاج الإشعاعي ونوعه على عدة عوامل، منها حجم الورم، نوع السرطان، وحالة العقد اللمفاوية.

الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي

تتفاوت الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي بناءً على عدة عوامل منها نوع الإشعاع المستخدم، طول فترة العلاج، والخصائص الفردية للمريض، ويُمكن تقسيم هذه الآثار إلى آثار جانبية قصيرة الأمد وأخرى طويلة الأمد:

الإرهاق:

الإرهاق هو أحد أكثر الآثار الجانبية شيوعًا للعلاج الإشعاعي، ويشعر المريض بتعب شديد يزداد مع تقدم العلاج، ويعود سبب هذا الإرهاق إلى تأثير الإشعاع على خلايا الجسم السليمة وكذلك الإجهاد النفسي المرتبط بالعلاج، وقد يستمر الإرهاق لعدة أسابيع بعد انتهاء العلاج، لكنه يتحسن تدريجيًا بمرور الوقت.

احمرار الجلد والتهاباته:

قد يُسبب الإشعاع تهيج الجلد في المنطقة المُعالجة، مما يؤدي إلى احمرار الجلد، تقشيره، أو حتى حدوث تقرحات في بعض الحالات، ويُعرف من التهيج باسم "التهاب الجلد الإشعاعي"، ويشبه إلى حد كبير الحروق الشمسية، وقد تبدأ بعد عدة أسابيع من بدء العلاج وتستمر لبعض الوقت بعد انتهائه، ويتم التوصية باستخدام مرطبات خاصة وتجنب الملابس الضيقة للحفاظ على راحة الجلد.

تورم الثدي:

قد يتسبب العلاج الإشعاعي في زيادة حجم الثدي بشكل مؤقت بسبب تراكم السوائل، ويحدث هذا التورم نتيجة لتأثير الإشعاع على الأنسجة السليمة المحيطة بالمنطقة المعالجة، وهو غالبًا ما يكون مؤقتًا ويختفي تدريجيًا بعد انتهاء العلاج.

آلام الثدي أو الصدر:

قد يشعر المريض بألم في منطقة الثدي أو الصدر نتيجة للعلاج الإشعاعي، ويمكن أن يكون هذا الألم خفيفًا إلى متوسط، ومن المهم التواصل مع الطبيب حول هذه الآلام، خاصة إذا كانت مستمرة أو تزداد سوءًا.

تغيرات في شكل وحجم الثدي:

بمرور الوقت قد يتسبب العلاج الإشعاعي في تغييرات دائمة في شكل وحجم الثدي، وهذه التغييرات ناتجة عن تليف الأنسجة الذي قد يحدث نتيجة لتعرض الثدي لجرعات عالية من الإشعاع، وقد يلاحظ بعض المرضى تقلصًا في حجم الثدي أو تصلبًا في الأنسجة المحيطة بالمنطقة المعالجة.

تليف الجلد والأنسجة:

قد يؤدي التعرض الطويل للإشعاع إلى تليف الجلد والأنسجة العميقة المحيطة بالثدي، ويمكن أن يؤثر هذا التليف على مرونة الجلد ويسبب تصلبًا في العضلات أو الأنسجة المحيطة، ويُنصح المرضى بإجراء تمارين يومية للحفاظ على مرونة العضلات والمفاصل في المنطقة المتأثرة.

مشاكل القلب والرئتين:

قد يؤثر العلاج الإشعاعي الموجه نحو الثدي الأيسر على القلب، خاصة إذا كانت المنطقة المعالجة قريبة من القلب، ومع ذلك مع التطورات الحديثة في تقنيات العلاج الإشعاعي أصبح من الممكن تقليل هذه المخاطر بشكل كبير، ويمكن أن تؤثر الإشعاعات أيضًا على الرئة المجاورة، مما يؤدي إلى تليف رئوي أو التهاب، وقد تتسبب هذه المشاكل في ضيق التنفس أو السعال المزمن.

زيادة خطر الإصابة بسرطانات أخرى:

على الرغم من أن العلاج الإشعاعي فعال في علاج سرطان الثدي، إلا أن هناك خطرًا طفيفًا للإصابة بسرطانات ثانوية في منطقة العلاج بعد سنوات من العلاج، ويتطلب الأمر المتابعة الدورية والفحوصات للتأكد من عدم تطور أي أورام جديدة.

مشاكل العظام:

قد يؤثر الإشعاع على عظام القفص الصدري والعمود الفقري المجاورة للمنطقة المعالجة، مما يزيد من خطر الإصابة بكسور العظام أو هشاشة العظام، وينبغي على المرضى الاهتمام بصحة عظامهم بعد العلاج، من خلال تناول مكملات الكالسيوم وفيتامين د، والاهتمام بالتمارين الرياضية المناسبة.

التعامل مع الآثار الجانبية:

على الرغم من أن العلاج الإشعاعي يمكن أن يسبب بعض الآثار الجانبية المزعجة، إلا أن هناك العديد من الطرق للتعامل معها، وينصح الأطباء باتباع نظام غذائي صحي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية الخفيفة مثل المشي، وتجنب الأنشطة الشاقة. 

كما يُوصى باستخدام مستحضرات العناية بالبشرة الموصوفة من قبل الأطباء للحفاظ على راحة الجلد، ومن الضروري أن يكون المريض على تواصل مستمر مع فريقه الطبي، وإبلاغهم بأي أعراض غير معتادة.

اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية