كيفية عمل جمعية لتوفير المال وحكمها

كتب بواسطة: زهراء العباسي | نشر في

تعد الجمعيات التعاونية وسيلة شائعة بين الناس لتوفير المال وإدارة الموارد المالية بطرق فعّالة ومشتركة، ومفهوم الجمعية يقوم على تجمع مجموعة من الأشخاص الذين يتفقون على توفير مبلغ معين من المال بشكل دوري، ليتم توزيع هذا المال على الأعضاء حسب ترتيب معين، ويعتمد على الثقة بين الأعضاء والالتزام بتسليم واستلام الأموال وفقًا للاتفاق المسبق.

عمل جمعية لتوفير المال

الجمعية أو كما تُعرف ببعض المجتمعات باسم "الجمعية المالية" أو "الدور" هي عملية يتفق فيها عدد من الأفراد على جمع مبلغ محدد من المال بشكل شهري أو أسبوعي، وكل عضو يقوم بتسديد مبلغ متساوٍ، وإليك التفاصيل:
إقرأ المزيد:عاجل..."حرس الحدود" تنجح في إنقاذ مواطنين من الغرق أثناء السباحة بمنطقة جدة وظائف شاغرة للنساء من "شركة تقوية للتشغيل والصيانة" في جدة براتب تنافسي..."من هنا"

الجمعية تخلق التزاماً مستمراً بتوفير مبلغ محدد من المال، مما يساعد الأعضاء على تنظيم أمورهم المالية والادخار بشكل منتظم.
بعض الأفراد يجدون صعوبة في توفير مبلغ كبير بأنفسهم، لذا تُعد الجمعية طريقة مثالية لتجميع مبلغ كبير في فترة قصيرة.
تساعد الجمعية الأفراد على الحصول على المال دون الحاجة إلى اللجوء للبنوك أو المؤسسات المالية التي تفرض فوائد على القروض.
تعمل الجمعيات على تعزيز التعاون بين الأصدقاء أو الزملاء، وتخلق جوًا من الثقة والالتزام المتبادل.

كيفية تنظيم الجمعية

يتم منح كامل المبلغ المتجمع في كل فترة لواحد من الأعضاء بالتناوب حتى يحصل الجميع على دوره في استلام المبلغ، والهدف من هذه العملية هو تسهيل توفير مبلغ كبير من المال دفعة واحدة دون الحاجة إلى قروض أو فوائد بنكية، وإليك كيفية تنظيمها:

يفضل أن يكون عدد الأعضاء محددًا مسبقًا وبشكل يتناسب مع المبلغ الذي سيتم جمعه، ويمكن أن تتكون الجمعية من 10 أعضاء يساهم كل منهم بمبلغ محدد كل شهر.
يجب أن يلتزم كل عضو بتسديد المبلغ المتفق عليه في الوقت المحدد لضمان سير عملية الجمعية بسلاسة دون تأخير.
عادةً ما يتم الاتفاق على ترتيب استلام المبلغ إما عن طريق السحب العشوائي أو التفاوض بين الأعضاء وفقًا لحاجاتهم المادية.
يفضل توثيق الاتفاق كتابةً وتوضيح جميع الشروط المتعلقة بالدفع والتسليم لضمان حق الجميع.

سلبيات الجمعيات

على الرغم من الفوائد المتعددة للجمعيات، إلا أنها قد تواجه بعض التحديات مثل:

إذا لم يلتزم أحد الأعضاء بالدفع في الوقت المحدد قد يؤثر ذلك على سير الجمعية بأكملها ويضع الباقين في موقف صعب.
في بعض الحالات قد يحاول بعض الأفراد استغلال الجمعية والحصول على المبلغ ثم الامتناع عن الدفع في المستقبل.
عدم وضوح القوانين والشروط قد يؤدي إلى خلافات بين الأعضاء، لذا من المهم أن تكون الأمور واضحة للجميع منذ البداية.

حكم الجمعيات المالية بين الأفراد

الجمعيات المالية بين الأفراد هي وسيلة شائعة لتوفير المال، وكثيرًا ما يتساءل الناس عن حكمها من الناحية الشرعية، ويعتمد على كيفية تنظيمها والتزامها بالشروط الشرعية، والعلماء والفقهاء قد تناولوا حكم الجمعيات المالية، ومعظمهم يرون جوازها بشرط أن تكون متوافقة مع الضوابط الشرعية، ولا تتضمن أي نوع من الربا أو الغرر (عدم الوضوح في الاتفاقات المالية)، ويعتمد الحكم الشرعي على التفاصيل الدقيقة لكيفية تنظيم الجمعية وطريقة توزيع الأموال.

هل الجمعية المالية تعتبر قرضًا؟

الجمعيات المالية بين الأفراد جائزة شرعًا إذا كانت خالية من الربا والاستغلال، وملتزمة بالوضوح في الاتفاقات بين الأعضاء، والهدف منها يجب أن يكون التعاون وتيسير الأمور المالية للأفراد، وليس تحقيق مكاسب مالية إضافية أو استغلال الآخرين.

من وجهة النظر الشرعية يمكن اعتبار الجمعية المالية نوعًا من القرض، حيث يساهم الجميع في توفير المبلغ.
ثم يحصل كل فرد على المبلغ بالتناوب، وما دام القرض بدون زيادة أو فائدة، فإنه يعتبر مشروعًا.
لكن إذا تضمن الاتفاق على الجمعية شروطًا تفرض زيادة أو فوائد عند تأخير الدفع أو عدم السداد، فإن ذلك يدخل في نطاق الربا، وهو محرم في الإسلام.
غالبية الفقهاء المعاصرين يرون أن الجمعيات المالية جائزة، بشرط أن تكون قائمة على المساواة بين الأفراد ولا تتضمن أي نوع من الاستغلال أو الربا.
قد أصدرت بعض المجامع الفقهية الإسلامية فتاوى بجواز الجمعيات المالية بشرط مراعاة الضوابط الشرعية المذكورة أعلاه.

اقرأ المزيد