هل العلاج الإشعاعي يقضي على سرطان الثدي؟ 

هل العلاج الإشعاعي يقضي على سرطان الثدي؟ 
كتب بواسطة: احمد الزهراني | نشر في  twitter

يُعتبر سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء، ولهذا السبب تشغل مسألة علاجه حيزًا كبيرًا من الاهتمام الطبي، وتتنوع أساليب العلاج بين الجراحة، والعلاج الكيميائي، والعلاج الهرموني، وأحد أهم هذه العلاجات هو العلاج الإشعاعي، وسنتناول مدى فعالية العلاج الإشعاعي في القضاء على سرطان الثدي، وكيفية عمله، وأهم المعلومات المتعلقة به.

ما هو العلاج الإشعاعي؟

العلاج الإشعاعي هو استخدام أشعة قوية، غالبًا أشعة إكس بهدف تدمير الخلايا السرطانية أو منعها من النمو والتكاثر، ويعمل العلاج الإشعاعي عن طريق إتلاف الحمض النووي (DNA) داخل الخلايا السرطانية، مما يمنعها من الانقسام والنمو، وفي النهاية يتسبب في موتها، ويُستخدم هذا النوع من العلاج غالبًا كجزء من خطة علاجية شاملة تتضمن الجراحة أو العلاج الكيميائي.
إقرأ المزيد:كيفية التعامل مع الزوج ضعيف الشخصية وأبرز صفاتهكيفية صناعة الخشب المضغوط من سعف النخيل

أنواع العلاج الإشعاعي في سرطان الثدي

يوجد نوعان رئيسيان للعلاج الإشعاعي الذي يُستخدم في سرطان الثدي:

  • العلاج الإشعاعي الخارجي: وهو الأكثر شيوعًا، حيث يتم توجيه الأشعة من جهاز خارجي إلى منطقة الثدي المصابة أو المنطقة التي تم استئصال الورم منها، ويُستخدم عادة بعد جراحة استئصال الورم للتأكد من القضاء على أي خلايا سرطانية متبقية.

  • العلاج الإشعاعي الداخلي (البراكيثيرابي): يتم وضع مواد مشعة مباشرة في المكان الذي كان يحتوي على الورم أو بالقرب منه، ويُعتبر أقل شيوعًا ويستخدم في حالات محددة.

هل يمكن للعلاج الإشعاعي القضاء على سرطان الثدي؟

العلاج الإشعاعي لا يُستخدم عادة كعلاج وحيد للقضاء على سرطان الثدي، بل كجزء من خطة علاجية متعددة المراحل، ودوره الأساسي هو تقليص حجم الورم أو القضاء على الخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة. 

  • رغم فعاليته العالية في الحد من عودة السرطان بعد العلاج الجراحي، إلا أن العلاج الإشعاعي وحده لا يُعتبر كافيًا لعلاج جميع حالات سرطان الثدي. 

  • يعتمد النجاح في العلاج على المرحلة التي تم اكتشاف السرطان فيها، وحجم الورم، ونوع السرطان نفسه.

  • العلاج الإشعاعي فعال جدًا في مراحل معينة من سرطان الثدي، وخاصة بعد الجراحة. عندما يتم استئصال الورم جراحيًا يمكن أن تظل هناك خلايا سرطانية صغيرة يصعب اكتشافها، وهنا يأتي دور العلاج الإشعاعي. 

  • دراسات متعددة أظهرت أن العلاج الإشعاعي بعد استئصال الورم يقلل من خطر عودة السرطان بنسبة تصل إلى 50%.

  • بالإضافة إلى ذلك يُستخدم العلاج الإشعاعي في الحالات المتقدمة من السرطان للسيطرة على الأعراض مثل الألم أو النزيف عندما ينتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل العظام أو الرئتين.

كيفية تلقي العلاج الإشعاعي

  • تلقي العلاج الإشعاعي يعتمد على خطة العلاج التي يضعها الفريق الطبي بناءً على حجم الورم، ومكانه، والحالة الصحية العامة للمريضة. 

  • العلاج يتم على عدة جلسات قد تصل إلى خمس جلسات أسبوعيًا لمدة تتراوح بين خمسة إلى سبعة أسابيع. 

  • كل جلسة تستغرق بضع دقائق فقط، ولكن التزام المريضة بالحضور اليومي للجلسات أمر مهم لضمان نجاح العلاج.

الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي

كغيره من العلاجات، يمكن أن يُسبب العلاج الإشعاعي بعض الآثار الجانبية، ومن الآثار الجانبية الشائعة:

  • التعب والإرهاق: وهو أكثر الأعراض شيوعًا، وتشعر المريضة بالتعب المستمر حتى مع بذل مجهود قليل.

  • احمرار الجلد وحساسيته: قد يُصبح الجلد في المنطقة المُعرضة للإشعاع حساسًا أو يُصاب بالاحمرار، ويمكن أن يشعر المريض بحرقة مشابهة لحروق الشمس.

  • تورم الثدي: يحدث في بعض الحالات تورم بسيط أو معتدل في الثدي نتيجة العلاج.

  • تغيرات في أنسجة الثدي: يمكن أن تؤدي الأشعة إلى تغيرات دائمة في شكل وحجم الثدي بسبب تأثيرها على الأنسجة الدهنية والجلد.

من الجدير بالذكر أن الآثار الجانبية تختلف من شخص لآخر، ولا تعاني جميع المريضات من جميع الأعراض، والتحسين المستمر في تقنيات العلاج الإشعاعي ساعد في تقليل تلك الآثار الجانبية وتحسين جودة حياة المريضات.

العلاج الإشعاعي مقابل العلاجات الأخرى

  • العلاج الإشعاعي يُعتبر عنصرًا مكملًا للعلاجات الأخرى مثل الجراحة والعلاج الكيميائي.

  • بينما تستهدف الجراحة إزالة الورم يستهدف العلاج الإشعاعي قتل الخلايا المتبقية. 

  • العلاج الكيميائي يعمل على منع انتشار الخلايا السرطانية إلى مناطق أخرى في الجسم.

  • تختلف الخطة العلاجية من مريضة لأخرى بناءً على نوع ومرحلة السرطان، ولهذا فإن العلاج الإشعاعي لا يُعتبر بديلًا عن العلاجات الأخرى بل جزءًا منها.

  • على الرغم من فعاليته العالية، إلا أنه يعتمد على خطة علاجية شاملة تجمع بين الجراحة والعلاج الكيميائي والهرموني بناءً على حالة المريضة الفردية. 

  • من المهم أن يتم التشاور مع الفريق الطبي المختص للحصول على أفضل خطة علاجية تناسب الحالة الصحية الفردية لكل مريضة.

متى يُوصى بالعلاج الإشعاعي؟

توصيات العلاج الإشعاعي تعتمد على عدة عوامل، ويُوصى به عادة في الحالات التالية:

  • بعد جراحة استئصال الورم أو الثدي بالكامل للتأكد من عدم وجود خلايا سرطانية متبقية.

  • عندما يكون الورم كبيرًا، أو عندما ينتشر السرطان إلى الغدد الليمفاوية.

  • في حالة عدم القدرة على إجراء جراحة لأسباب طبية يمكن أن يُستخدم العلاج الإشعاعي كعلاج رئيسي.

اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية