المواقع الأثرية اليونانية الرومانية في الإسكندرية

المواقع الأثرية اليونانية الرومانية في الإسكندرية
كتب بواسطة: حكيم العبد | نشر في  twitter

أنتجت الحقبة اليونانية الرومانية الكثير من الآثار الهامة في مختلف أنحاء البلاد ولكن تم اكتشاف أغلبها في مدينة الإسكندرية، حيث تضم هذه المدينة التاريخية العظيمة أكبر مجموعة من الآثار التي ما زالت صامدة في مواجهة الزمن وشاهدة على عظمة العمار في هذا العصر، لا سيما أنها في هذه الفترة كانت عاصمة مصر سياسيًا وإداريًا.

الأماكن الأثرية اليونانية والرومانية في الإسكندرية

يعود تأسيس مدينة الإسكندرية إلى العام 332 ق.م على يد الإسكندر الأكبر لتكون قاعدة بحرية تسيطر على البحر الأبيض المتوسط، وعلى مر التاريخ كانت الإسكندرية معقلًا للكثير من الحضارات أهمها اليونانية والرومانية ومن أهم المعالم الأثرية الموجودة فيها ما يلي:
إقرأ المزيد:جولة سياحية في معبد حورس في إدفوجولة سياحية في معبد حورس في إدفوآثار النوبة من أبو سمبل حتى فيلة

1- عمود السواري

عمود السواري أو عمود بومبي يعتبر من أهم الآثار التي أنتجتها الحضارة اليونانية الرومانية في مصر، ويصل طوله إلى 25 متر أما محيطه فيصل إلى تسعة أمتار، وقد تم تشييده تكريمًا للإمبراطور ديوكليتين.

 يمكن زيارة عمود السواري في حي كرموز بالإسكندرية ويتواجد بجانب العمود صالة تحت الأرض تم فيها دفن ثيرات أبيس وثلاثة تماثيل لأبي الهول، والسبب في إطلاق اسم بامبيو على هذا العمودان الرومان أن بومبي الذي قتل في عام 48 قبل الميلاد مدفون في هذا الموقع.

 يعتبر عمود السواري من أطول المعالم الأثرية في الإسكندرية، كما أنه من أشهر المعابد البطلمية التي تم تخصيصها لعبادة الثالوث المقدس الآلهة سيرابيس وزوجته إيزيس وابنهما هربوقراط.

2- مقابر قوم الشقافة

تم حفر هذه المقابر في القرن الثاني الميلادي على يد الأباطرة الأنطونيين، وقد اعتبرها العلماء آخر معلم أثري متبقي من آثار الديانة المصرية القديمة، وتعد أكبر المقابر الرومانية العامة في مدينة الإسكندرية، حيث تقع على حدود الجبانة الغربية القديمة وترجع إلى القرن الثاني الميلادي، وتتكون هذه المقبرة من طابقين على النحو التالي:

الطابق الأول للمقبرة

في بداية المقبرة نجد درج حلزوني يدور حول بئر ضخم كان الميت يتدلى إليه باستخدام الحبال، وينتهي هذا الدرج إلى بهو على جانبيه توجد مقاعد على شكل المحراب لجلوس الزوار، ويؤدى هذا البهو إلى قاعة صغيرة دائرية فيها بئر عثر المستكشفون فيه على 5 رؤوس حجرية وهي معروضة حاليا بالمتحف الروماني.

في الجهة اليسرى توجد قاعة احتفالية كان أقارب الميت يجتمعون فيها في الأعياد الدينية والمناسبات، وبالنسبة إلى الحجرة فتتكون من 3 أرائك ضخمة كانت توضع عليها وسائل لجلوس الزوار وقت تناول الطعام حسب العادات والتقاليد الرومانية.    

بالنسبة إلى الجانب الآخر من القاعة توجد عدة غرف دفن تحتوي على فتحات أو فجوات كانت توضع فيها جثث الموتى، كما أن بها أواني تحتوي على الرماد الناتج عن حرق الجثث أما الفجوات المنتشرة على الحوائط فكانت توضع بها مصابيح.

الطابق الثاني للمقبرة

يتكون الطابق الثاني للمقبرة من فناء وغرفة دائرية، كما أن له واجهة رومانية مميزة في الجزء العلوي مقوسة الشكل تعلوها زخارف على الطراز اليوناني في صورة أسنان، بعد ذلك يجد الزائر قرص الشمس مجنح بين صقرين على الطراز المصري القديم منقوش على أحد الجدران.

تستند واجهة غرفة الدفن الداخلية على اثنين من الأعمدة المتوجة على الطراز الفرعوني، وفى كل جدار جانبي هناك فتحة بها شخص يمثل على يمين الميت وعلى اليسار زوجته، أما عن التمثالان فقد تم نحتهما على الطراز المصري ما عدى الرؤوس فقد تم نحتها على الطراز الروماني.

3- المسرح الروماني

يقع المسرح الروماني في منطقة كوم الدكة الأثرية وهو من أهم المواقع الأثرية التي تم اكتشافها عن طريق الصدفة أثناء حملة التنقيب عن مقبرة الإسكندر الأكبر من قبل البعثة البولندية عام 1960 م، وقد وجد المستكشفون أن المسرح يتكون من عدة صالات عرض بالإضافة إلى مقاعد مصنوعة من الرخام تتسع لما يقرب من 800 متفرج.

يمكن وصف المسرح الرومان بأنه مصمم على شكل حدوة حصان وتتكون المدرجات من ثلاثة عشر صف رخامي، مرقمة برموز من اللغة اليونانية لتنظيم جلوس المشاهدين، كما يوجد أعلى المدرجات خمس مقصورات كانت تستخدم لعمليه النوم لم يتبق منها إلا مقصورتين.

كان سقف هذه المقصورات يستند على عدة أعمدة أما درجات المقاعد فقاعدتها سميكة مصنوعة من الحجر الجيري، وقد قم المهندس الذي صمم المسرح بربط الجدارين بواسطة عدد من الأقواس بحيث يعتبر الجدار الخارجي داعمًا قويًا للجدار الداخلي، وبالنسبة إلى منطقة الأوركسترا فتقع في المنتصف، حيث كانت مكان لعزف الموسيقى، وقد تم تثبيتها بدعامتين من الرخام.

4- معبد الرأس السوداء

يمثل هذا المعبد هيكلًا صغير الحجم تم بناؤه على أرض مرتفعة نسبيًا، وقد اكتشف علماء الآثار أنه يتكون من درج مؤدي إلى ردهة واجهتها مزينة بأربعة أعمدة وفي نهايتها حجرة صغيرة مربعة الشكل وفيها درج جانبي.

بالنسبة إلى الجزء العلوي من المعبد لا تزال بقاياه شاهدًا على أنه كان مقرًا للسكن في يوم من الأيام، نظرًا إلى أنه كان من المعابد الملحقة ببعض المنازل، أما الجزء العلوي فيحتوي على غرفتين، في إحدى هذه الغرف تم اكتشاف بقايا الألواح الرخامية التي كانت تغطي الأرضية، وهناك بعض المؤشرات المعمارية إلى أنه كان قائمًا في أواسط القرن الثاني الميلادي.

5- مكتبة الإسكندرية القديمة

مكتبة الإسكندرية الشهيرة قد تم إنشائها بأوامر من بطليموس الثاني في مطلع القرن الثالث ق.م. بين عامي 285 – 247 تحديدًا، وقد تم تشييدها على يد الإسكندر الأكبر في روايات أخرى، لكن المؤكد أنها كانت تضم آلاف الكتب والبرديات والمخطوطات الهامة من جميع أنحاء العالم في جميع المجالات من أمثلة الشعر والفلسفة والنثر والتاريخ والمنطق.

اقرأ المزيد
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية